أمر الرسول الأنصاري أن يشتري بدرهم طعامًا لأهله وبالآخر

أمر الرسول الأنصاري أن يشتري بدرهم طعامًا لأهله وبالآخر، في مشهدٍ من مشاهد حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تُبرز لنا حكاية أنصاري مُعين تُجسّد منتهى الحكمة والإدارة الرشيدة للرسول صلى الله عليه وسلم. فقد أمر النبي هذا الأنصاري أن يشتري بدرهم واحد طعامًا لأهله و لنفسه، فكيف استطاع أن يُوفّي بهذا الأمر الصعب في ذلك الوقت؟

في هذا المقال، سنُسلط الضوء على هذه القصة المُلهمة، ونستكشف حكمة النبي في هذا الأمر، ونتعلم من هذه الحكاية كيف يمكن أن نُسيّر حياتنا بذكاء و كفاءة، حتى في أصعب الظروف.

أمر الرسول الأنصاري أن يشتري بدرهم طعامًا لأهله وبالآخر

تُروى قصة أنصاري مُعين ذهب إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم طالبًا المساعدة، فما كان من النبي العدنان إلا أن ساعده بطريقة ذكية فائقة. فقد سأل النبي الأنصاري إن كان يوجد في منزله شيء يمكنه الاستغناء عنه و بيعه. فأجاب الأنصاري بنعم، مُشيرًا إلى شيء معين.

أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الشيء وباعه بدرهمين اثنين. ثم أمر الأنصاري أن يشتري بالدرهم الأول طعامًا لأهله، وأن يشتري بعض الحطب ويبيعه بالدرهم الثاني. بهذا أصبح الأنصاري قد سدّ حاجة أهله و بدأ العمل و الحصول على المال بعمله الخاص.

كانت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في تصرفه مع الأنصاري مُلهمة، فقد علم الأنصاري التجارة و الحصول على المال دون الطلب و التسول. فقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أن العمل و التجارة هما طريق الاستقلال و الكرامة.

• قدوما.

ما الحكمة من قصة الأنصاري

عُرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الله وخاتم الأنبياء، بعقله الراجح وحكمته الفائقة. ساعد ذلك جميع البشر الذين عاشروه و الذين عاشوا من بعده في معظم نواحي الحياة. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحاول حل المشاكل و المعضلات بطرق سلمية و مفيدة، حيث كان يتوصل إلى الحلول المناسبة التي تنفع الناس دون أن تضر غيرهم.

في قصة الأنصاري المذكورة، قام النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الأنصاري أن يبيع أحد أغراض بيته. ثم أمره أن يشتري بجزء من المال طعامًا لأهله، و أن يشتري بالباقي حطبًا يبيعه و يبدأ من خلاله العمل بالتجارة. بهذا يمتنع الرجل عن سؤال الناس و طلب الحاجة منهم.

كانت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة مُلهمة، فقد علم الأنصاري التجارة و الحصول على المال بعمله الخاص، مُنيرًا طريق الاستقلال و الكرامة للأنصاري و للأجيال القادمة.

قصة عن حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم

تُروى قصة مُلهمة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم تُظهر حكمته الفائقة و قدرته على إقناع القلوب و توجيه النفوس بِحُب و رحمة. فقد جاء رجل من رجال القوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالبًا الإذن بِمُمارسة الزنا.

غضب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الطلب و بدأوا بِإسكات الرجل، لكن النبي صلى الله عليه وسلم بِحكمته العظيمة أَمَسَكَ غضبهم و قال للرجل: “اِدْنُ إِلَيّ”. فدنا الرجل منه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كلامًا منطقيًا و هادئًا جعله يعود عن طلبه و لا يذكره أبدًا.

يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الرجل: “أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟” فأجاب الرجل: “لا وَاللّٰـهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ”. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ”. ثم سأله: “أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟” فأجاب الرجل: “لا وَاللّٰـهِ يَا رَسُولَ اللّٰـهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ”. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ”.

بهذه الطريقة الذكية و المنطقية أقنع النبي صلى الله عليه وسلم الرجل بِخطأ طلبه و جعله يفهم أن الزنا عمل مُشين و مُرفوض في جميع الثقافات و المجتمعات. فقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم مشاعر الرجل و عواطفه لِتوجيهه إلى الحق و الهدى.

اقرأ أيضا:  ما هي قصة مسلسل المتوحش Yabani ومن ابطاله

ختامًا، تُظهر قصة الأنصاري حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في حل مشاكل الناس بطرق عملية وواقعية. فقد أرشد الأنصاري إلى طريق الاستقلال والعمل، عوضًا عن الاعتماد على الآخرين. وُضّح في هذه القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم بِشؤون المسلمين و يسعى لِتحسين حياتهم و رفع مستواهم المعيشي و المادي.