تقييم ومراجعة فيلم حياة الماعز The Goat Life
أسئلة عديدة تُثير الحيرة وعلامات استفهام وتعجب تقتحم ذهنك وتؤثر على صفو ذهنك أثناء مشاهدة فيلم The Goat Life من شبكة نتفليكس الهندية، السؤال الأبرز الذي يطرأ على الذهن مع كل فيلم يتناول صراع البقاء هو: ما مصير الإنسان بعد نجاته؟ وما الذي يتبقى من إنسانيته بعد حصوله على الحرية؟
الإنسانية خيار وسلوكيات تتراكم بمرور الوقت، وتتأثر بمدى الشعور بالحرية والأخلاق، التعرض لصعوبات واختبار المواقف الوحشية يمكن أن يغير سلوك الفرد، ويجعله أكثر عدوانية وأقل رحمة.
الفيلم حياة الماعز يتناول قضية حساسة ومعقدة تتعلق بالعمالة الأجنبية في دول الخليج، ونظام الكفيل الذي يُساء استخدامه أحيانًا من قبل بعض أصحاب العمل الذين يستغلون العمال بقسوة في بيئات عمل غير صحية، ورغم أن هذه التصرفات لا يمكن تعميمها على الجميع، إلا أن مخرج الفيلم اختار تسليط الضوء على هذه القضية.
الفيلم مستوحى من رواية ناجحة بعنوان “أدوجيفيتام/ أيام الماعز” لكاتبها “بيني دانييل” المعروف باسم “بنيامين”، والتي تروي قصة المهاجر الهندي “نجيب محمد” ورحلته الشاقة في السعودية.
ما هي قصة ذلك العامل؟ ولماذا أثارت القصة غضب الشعب السعودي؟ وكيف صورت واقع الهجرة الهندية إلى الصحراء السعودية؟
قصة المسلسل
يبدأ فيلم The Goat Life بجذب انتباهك من اللحظة الأولى، حيث يظهر نجيب (بريثفيراج سوكوماران) وهو يروي عطشه من حوض مياه مخصص للأغنام، التي تشاركه نفس المصدر، نجيب هو مهاجر من كيرالا، ترك عائلته وباع ممتلكاته للحصول على تأشيرة للسفر إلى المملكة العربية السعودية لتحسين وضعه المادي، بينما ينتظر مع زوجته ساينو (أمالا بول) مولودهما الأول.
ينجح نجيب في جمع المبلغ المطلوب ويستعد لتحقيق أحلامه الذهبية برفقة صديقه الطيب حكيم (كاي آر غوكول)، ولكن جهلهما باللغة العربية يعوقهما في الوصول إلى وجهتهما والالتقاء بمندوبي الشركة التي من المفترض أن يعملوا بها، خارج المطار، يقتنصهما رجل سعودي مسن بعد أن فشل في العثور على عماله السابقين، ويظن الشابان أنهما وجدا رئيسهما في العمل ويصعدان معه.
مع مرور الوقت وزيادة ظلمة الطريق، يتزايد القلق والحيرة في نفسيهما، يتعاظم الخوف عندما يجدان نفسيهما في وسط الصحراء بعيدين عن العالم الخارجي وعن أي تواصل مع الآخرين، المحاولات اليائسة للتواصل مع الكفيل باءت بالفشل، نظراً لعدم فهم أي منهما للغة الآخر، بالإضافة إلى ذلك، يتم فصل الصديقين ليختبر كل منهما الحياة الصحراوية بمفرده، مع وجود الماعز والإبل فقط كمؤنس للوحدة.
يثار في ذهنك سؤال آخر بعد هذه الأحداث: ما مصير نجيب وكيف سيتمكن من النجاة؟
عبودية وواقعية مؤلمة
عرف المخرج بليسي مدى أهمية هذا النص عندما وصل بين يديه، وكذلك حجم التحديات التي ينطوي عليها تنفيذه سينمائيًا نظرًا لحساسية القصة ودقتها الإنسانية.
كان على دراية تامة بكيفية إبراز معاناة البطل، ومراحل عبوديته، وتدهور حالته النفسية والجسدية، مما أضاف واقعية مؤلمة إلى تفاصيل الحكاية لذلك، استمرت الرواية لقرابة ثلاث ساعات، حيث تم تناول كل مرحلة – العبودية والهروب – باستفاضة قد تصل أحيانًا إلى حد الملل، إلا أن كتابة السيناريو السلسة وآلية السرد الممتعة جعلت عملية المشاهدة تجربة مميزة.
أضف إلى ذلك الشخصيات الدرامية المتقنة، بفضل الأداء المتميز للممثلين، وخاصة الممثل “بريثفيراج سوكوماران”، الذي تقمص الدور إلى حد الإبهار، لاحظنا التغير الكبير في ملامحه وسلوكياته نتيجة للبيئة القاسية التي فرضت عليه، عاش في ظروف لا تميز بينه وبين الماشية، بل إن الأخيرة كانت لها قيمة أكبر.
أخذنا بليسي إلى حياة نجيب في الهند كلما اشتدت معاناته في الصحراء، ليذكرنا بإنسانيته وقيمته من خلال أحلامه وذكرياته، إلى عالم أكثر ألفة وحياة، كان مشهد العنزة الصغيرة التي تساعده على جمع القطيع لحظة مؤثرة خففت من حدة الوحشية التي عاشها.
لعب التصوير السينمائي دورًا كبيرًا في إبراز قسوة القصة وجماليتها، من خلال تقديم صور حية مليئة بالمشاعر المختلطة طوال رحلة نجيب وحكيم، واستعراض بيئة موطن نجيب واللقطات الواسعة للصحراء والعواصف والكثبان الرملية.
الموسيقى التصويرية صُممت لتعزيز قيمة المشاهد وتغمرها بالعواطف التي قمعها النص، مع مزج موسيقي بارع بين ثقافات الهند والعرب.
حياة الماعز.. عار!
أثار فيلم “The Goat Life” غضب السعوديين بشدة، ودعوا لمقاطعة Netflix، معتبرين العمل إهانة لدول وشعوب الخليج ولنظام الكفيل الذي يعتمد على جذب العمالة الأجنبية إلى الخليج العربي.
تم توجيه اللوم إلى الأردن والجزائر لتصوير الفيلم على أراضيهما، معتبرين أن هناك مؤامرة بينهما وبين الهند للنيل من كرامة المملكة العربية السعودية.
صحيح أن قصة “حياة الماعز” التي جرت في تسعينيات القرن الماضي حقيقية، وشخصية الكفيل (طالب البلوشي) كانت مجردة من الإنسانية وأفعالها حطمت روح وأحلام شخص آخر، لكن لا يمكن تعميم هذه الممارسات الفردية على شعب بأكمله.
في المقابل، سلط الفيلم الضوء على النبل واللطف والشهامة من خلال شخصيات خليجية مثل الرجل العربي (عاكف نجم) الذي أنقذ نجيب وأوصله إلى المدينة في السعودية، وأمثلة أخرى في مراكز الشرطة وأماكن الحجز.
أضف إلى ذلك الشخصيات الدرامية المتقنة، بفضل الأداء المتميز للممثلين، وخاصة الممثل “بريثفيراج سوكوماران”، الذي تقمص الدور إلى حد الإبهار. لاحظنا التغير الكبير في ملامحه وسلوكياته نتيجة للبيئة القاسية التي فرضت عليه. عاش في ظروف لا تميز بينه وبين الماشية، بل إن الأخيرة كانت لها قيمة أكبر.
أخذنا بليسي إلى حياة نجيب في الهند كلما اشتدت معاناته في الصحراء، ليذكرنا بإنسانيته وقيمته من خلال أحلامه وذكرياته، إلى عالم أكثر ألفة وحياة. كان مشهد العنزة الصغيرة التي تساعده على جمع القطيع لحظة مؤثرة خففت من حدة الوحشية التي عاشها.
لعب التصوير السينمائي دورًا كبيرًا في إبراز قسوة القصة وجماليتها، من خلال تقديم صور حية مليئة بالمشاعر المختلطة طوال رحلة نجيب وحكيم، واستعراض بيئة موطن نجيب واللقطات الواسعة للصحراء والعواصف والكثبان الرملية.
الموسيقى التصويرية صُممت لتعزيز قيمة المشاهد وتغمرها بالعواطف التي قمعها النص، مع مزج موسيقي بارع بين ثقافات الهند والعرب.
حياة الماعز.. وصمة!
أثار فيلم “The Goat Life” غضب السعوديين بشدة، ودعوا لمقاطعة Netflix، معتبرين العمل إهانة لدول وشعوب الخليج ولنظام الكفيل الذي يعتمد على جذب العمالة الأجنبية إلى الخليج العربي.
تم توجيه اللوم إلى الأردن والجزائر لتصوير الفيلم على أراضيهما، معتبرين أن هناك مؤامرة بينهما وبين الهند للنيل من كرامة المملكة العربية السعودية.
صحيح أن قصة “حياة الماعز” التي جرت في تسعينيات القرن الماضي حقيقية، وشخصية الكفيل (طالب البلوشي) كانت مجردة من الإنسانية وأفعالها حطمت روح وأحلام شخص آخر، لكن لا يمكن تعميم هذه الممارسات الفردية على شعب بأكمله.
في المقابل، سلط الفيلم الضوء على النبل واللطف والشهامة من خلال شخصيات خليجية مثل الرجل العربي (عاكف نجم) الذي أنقذ نجيب وأوصله إلى المدينة في السعودية، وأمثلة أخرى في مراكز الشرطة وأماكن الحجز.
عرف المخرج “بليسي” مدى أهمية هذا النص عندما وصل بين يديه، وكذلك حجم التحديات التي ينطوي عليها تنفيذه سينمائيًا نظرًا لحساسية القصة ودقتها الإنسانية.
كان على دراية تامة بكيفية إبراز معاناة البطل، ومراحل عبوديته، وتدهور حالته النفسية والجسدية، مما أضاف واقعية مؤلمة إلى تفاصيل الحكاية. لذلك، استمرت الرواية لقرابة ثلاث ساعات، حيث تم تناول كل مرحلة – العبودية والهروب – باستفاضة قد تصل أحيانًا إلى حد الملل. إلا أن كتابة السيناريو السلسة وآلية السرد الممتعة جعلت عملية المشاهدة تجربة مميزة.
أضف إلى ذلك الشخصيات الدرامية المتقنة، بفضل الأداء المتميز للممثلين، وخاصة الممثل “بريثفيراج سوكوماران”، الذي تقمص الدور إلى حد الإبهار. لاحظنا التغير الكبير في ملامحه وسلوكياته نتيجة للبيئة القاسية التي فرضت عليه. عاش في ظروف لا تميز بينه وبين الماشية، بل إن الأخيرة كانت لها قيمة أكبر.
أخذنا بليسي إلى حياة نجيب في الهند كلما اشتدت معاناته في الصحراء، ليذكرنا بإنسانيته وقيمته من خلال أحلامه وذكرياته، إلى عالم أكثر ألفة وحياة. كان مشهد العنزة الصغيرة التي تساعده على جمع القطيع لحظة مؤثرة خففت من حدة الوحشية التي عاشها.
لعب التصوير السينمائي دورًا كبيرًا في إبراز قسوة القصة وجماليتها، من خلال تقديم صور حية مليئة بالمشاعر المختلطة طوال رحلة نجيب وحكيم، واستعراض بيئة موطن نجيب واللقطات الواسعة للصحراء والعواصف والكثبان الرملية.
الموسيقى التصويرية صُممت لتعزيز قيمة المشاهد وتغمرها بالعواطف التي قمعها النص، مع مزج موسيقي بارع بين ثقافات الهند والعرب.
تقييم فيلم حياة الماعز The Goat Life
النقاط الإيجابية:
الوضوح والمباشرة: العنوان واضح ومباشر، يعطي فكرة أولية عن موضوع الفيلم، وهو حياة شخصية تواجه تحديات وصعوبات تشبه حياة الماعز في بعض الجوانب.
الإثارة الفضول: العنوان قد يثير فضول المشاهد لدراسة المعنى الأعمق وراء اختيار هذا العنوان، وهل هناك رمزية معينة وراءه.
البساطة: العنوان بسيط وسهل التذكر، مما يسهل عملية الترويج للفيلم.
التنوع اللغوي: العنوان باللغتين العربية والإنجليزية يزيد من انتشار الفيلم ووصوله إلى شريحة أوسع من الجمهور.
النقاط السلبية:
العمومية: العنوان قد يبدو عامًا جدًا ولا يعطي فكرة واضحة عن القصة أو الجو العام للفيلم.
الافتقار إلى الجاذبية: قد لا يكون العنوان جذابًا بما يكفي لجذب المشاهدين، خاصة إذا لم يكن هناك أي ترويج إضافي للفيلم.
التضليل المحتمل: قد يعتقد البعض أن الفيلم يتحدث عن حياة الماعز بشكل حرفي، مما قد يؤدي إلى توقع خاطئ للمحتوى.
يهدف فيلم حياة الماعز إلى تسليط الضوء على مشكلة الاستغلال التي يتعرض لها العمال الوافدين في العديد من الدول، وخاصة في منطقة الخليج العربي، الفيلم يحمل رسالة إنسانية قوية تدعو إلى احترام حقوق الإنسان وكرامة العامل، بغض النظر عن جنسيته أو أصله.
مراجعة فيلم حياة الماعز The Goat Life
حياة الماعز The Goat Life - 85%
85%
حياة الماعز The Goat Life
يهدف فيلم حياة الماعز إلى تسليط الضوء على مشكلة الاستغلال التي يتعرض لها العمال الوافدين في العديد من الدول، وخاصة في منطقة الخليج العربي
تابعنا على جوجل نيوز