قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه
قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه، في رحلة الحياة المليئة بِالتحديات و المصاعب، تُصبح العلاقات الإنسانية و التعاون بين الأفراد من أهم العوامل التي تُساعد على التغلب على الصعوبات و تحقيق النجاحات. و في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نجد أمثلة كثيرة تُظهر أهمية التعاون و التكاتف بين المسلمين في بناء مجتمع قوي و متماسك.
و في هذه القصة التي نُقدمها لكم اليوم، نُسلط الضوء على أحد أمثلة التعاون الجميلة التي جرت بين النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه، حيث تعاونوا معًا في مواجهة صعوبة ما و حققوا النصر و النجاح بِفضل وحدة صفوفهم و تكاتفهم.
مفهوم التعاون في الإسلام
يُعد التعاون ركيزة أساسية في الشريعة الإسلامية، حيث حثّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أكّده الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” [1].
فالتعاون ضروري لِتخطي أعباء الحياة، و لا يُمكن لِفرد وحده أن يتحمل مسؤولياتها كلها. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادِّهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بِالسَّهر و الحمَّى”. فالتعاون يُشبه الجسد الواحد ، حيث يُساند كل عضو الآخر في حالة الشدة و المُصاعب.
قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه
جسدت رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحابته الكرام رضي الله عنهم أسمى معاني الفضائل الأخلاقية، و لم تقتصر على مفهوم واحد دون آخر. فقد تبيّن ذلك من خلال شجاعته -عليه الصلاة و السلام- و كرمه و مسامحته و طيب معشره و غيرها من الأخلاق العظيمة.
قصة تعاون الرسول مع اصحابه في التصدي لقريش
أظهر الصحابة الكرام رضي الله عنهم ولاءً وتعاونًا مُذهلاً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة قريش ، و لم يتخاذلوا عن دعمه و نصره في أصعب المواقف.
و يُبرز ذلك موقفهم في مكة المكرمة ، حيث أبوا أن يعودوا إلى الشرك و الضلال ، و ثبتوا ثباتًا عظيمًا في وجه الاضطهاد و التعذيب. و كان هذا التصدي الحقيقي لقريش الطاغية ، الذين استعملوا الحديد و النار في سبيل ردّ المسلمين عن إسلامهم.
قصة تعاون الرسول مع اصحابه في المؤاخاة
كانت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ضربة قاسية لمشركي قريش، و لم يستطيعوا تغيير شيء من الأمر. و كان المجتمع الجديد في المدينة منورة يُعاني من الفَقر، لأن المهاجرين تركوا كل شيء وراءهم في مكة.
و في هذه الظروف الصعبة، ظهرت أسمى تجليات معنى التعاون ، حيث آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و الأنصار ، و قاسمه ماله و بيته مع المهاجرين ، و كان عونًا لهم في غربتهم. و هنا ظهر التعاون الحقيقي الذي أجلى عن المهاجرين غربتهم و وحدتهم ، و بنى مجتمعًا جديدًا قويًا و متماسكًا.
قصة تعاون الرسول مع اصحابه في حفر الخندق
تآمر قريش وبعض القبائل على إزالة شوكة المسلمين، و عقدوا العزم على هزيمتهم و إبادتهم. و خرجوا كلهم إلى المدينة منورة ، و طالبوا المسلمين و رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم. و لم تكن للمسلمين قوة تُمكنهم من صدّ هذا العدو الكبير.
و في هذه الظروف الصعبة ، اقترح سلمان الفارسي فكرة ذكية ، كانت مستعملة في الحروب الفارسية ، و لم يعرفها العرب ، و هي حفر خندق عميق حول المدينة منورة ، حتى لا يستطيع المحاربون الوصول إلى المسلمين.
و بدأ المهاجرون و الأنصار بحفر الخندق ، و نقل التراب على أكتافهم ، و كانوا يرددون أشعارًا تُعبّر عن عزمهم و إيمانهم ، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشجعهم و يُدعو لهم ، و يُردد معهم أشعارًا تُعبّر عن ثقته بالله و بِالنصر القريب.
نحن الذين بايعوا محمَّدًا
على الإسلام ما بقينا أبدًا
والنَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يجيبهم ويقول:
اللَّهمَّ إنَّه لا خير إلَّا خير الآخرةْ
فبارك في الأنصار والمهاجرةْ
قصة تعاون الرسول مع اصحابه في بناء المسجد
كانت المدينة المنورة بحاجة ماسة إلى بناء يدعم الإسلام ويوحد صفوف المسلمين. و كان بناء المسجد أمرًا ضروريًا ، لِيكون قاعدة أساسية للِتجمع و التواصل بين المسلمين ، و يُمثل رمزًا لِوحدتهم و إيمانهم.
و يُروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب من بني النّجار أن يُساعدوه في بناء المسجد ، و وافقوا على ذلك دون طلب أجر ، و كان ذلك من أجل الإسلام و لِخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و شارك المسلمون جميعًا في بناء المسجد ، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشجعهم و يُشارك معهم في العمل ، و يُردد معهم أشعارًا تُعبّر عن عزمهم و إيمانهم.
و يُظهر هذا الموقف أهمية التعاون في الإسلام ، و كيف أن المسلمين يُمكنهم أن يُحققوا أهدافًا كبيرة من خلال التكاتف و التعاون ، و كان ذلك من أهم أسباب انتشار الإسلام و نجاحه في العالم.
و يُؤكد القرآن الكريم على أهمية التعاون في القول :{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ، و يُؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك في قوله : “مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى”.
اقرأ أيضا: ما هي قصة شراب التوت 2 ومن ابطاله؟
تابعنا على جوجل نيوز