أخر الأخبار

مراجعة وتقييم مسلسل Sweetpea

مسلسل Sweetpea المتوفر على STARZ يناقش قضية مجتمعية هامة وهي التنمر، ظاهرة التنمر ليست جديدة على عالم السينما والمسلسلات، سواء عالميا أو عربيا، ولكن تصوير موضوع التنمر ومعالجته يختلف بشكل كبير بين بلد وآخر، تبعًا لثقافة كل دولة وما يحكمها من عادات وتقاليد، وأطر قانونية، وقيم مجتمعية.

عالمنا مليء بالأمراض والعقد النفسية، وخطاب الكراهية تجاه الآخر – لأي سبب – أصبح أكثر تفشيا اليوم بوجود منصات التواصل الاجتماعي، وبالتالي، بات الإنسان عرضةً للاستهزاء والسخرية بشكل مضاعف وبأساليب مستحدثة، في بعض الأفلام، خصوصًا العالمية، تم التعامل مع التنمر بصورة غير مناسبة، خاصة تلك التي تتناول فترة المراهقة وتستعرض ما يختبره المراهقون من مضايقات في المدرسة بأسلوب كوميدي لا يهدف للمعالجة، بل يعزز هذا السلوك وكأنه طبيعي وضروري لتكوين الشخصيات.

فيلم Mean Girls من أشهر الأعمال السينمائية عن طلاب المدارس الثانوية، بطولة الممثلة ليندسي لوهان بشخصية كادي هيرون، التي تواجه بعض المشكلات وحالات التنمر في مدرستها الجديدة، بطلة Sweetpea أيضا تعرضت لسوء المعاملة من قبل مجموعة من بنات الثانوية، إلا أن ما واجهته لم ينتهِ مع تلك المرحلة، بل تداعياته سنعيشها مع ريانون لويس، التي تحولت نتيجة لما عاشته في المراهقة إلى قاتلة متسلسلة.

هيا لنتعرف على جرائم البازلاء الحلوة وكيف غدت قاتلة، في هذا المقال من اراويكي.

تقييم مسلسل Sweetpea

قائمة الانتقام

“ريانون لويس” (إيلا بورنيل) هي بطلة Sweetpea شابة وحيدة، لا علاقات اجتماعية لديها، وتعيش مع والدها الذي سيموت في الحلقة الأولى، ريانون ليست شخصية عادية؛ فهي تمتلك قائمة أمنيات ترغب بتحقيقها يوما ما نعم، إياك والاستهانة بها، لأن قائمة الفتاة البريئة تتضمن مجموعة من الأسماء التي تريد قتلهم!

للوهلة الأولى، تظن أنه من غير الممكن تنفيذ تلك الأفكار التي تراود خيالها، لامتلاكها بنية جسدية ضعيفة وسلوكها الخجول الذي يجعلها في بعض الأوقات مترددة، وأن ما تعرضت له من مضايقات لا إنسانية سيمنعها من ممارسة الظلم.

تشتمل قائمة الأشخاص الذين تريد قتلهم على كل من الرجال الذين يستعملون حافلة الركاب، وفتاة السوبر ماركت، ورئيسها في الصحيفة المحلية “نورمان” (جيريمي سويفت) الذي يلقبها بـ”سويتبيا” (البازلاء الحلوة) ويستخدمها شماعة لمعطفه، وكل من يزعجها في العمل، وأيضًا “جوليا بلينكينسغوب” (نيكول ليكي) المتنمرة المثيرة من مدرستها، وربما والدها، لأنه سيموت نتيجة المرض ويتركها!

كلما تعمقت في تفكيرها هذا، يتم التأكيد على أنها شابة غير متزنة، ومع ذلك أنت لا تصدق ما تدعيه حتى ترتكب أول جريمة، لسنوات، تملكها شعور بأنها الفتاة غير المرئية، فالكل يتجاهلها ولا يعيرها أي اهتمام.

ما اقترفته جوليا وعصابتها في المدرسة الثانوية بحقها يعود ليطفو فوق السطح من جديد -على الرغم من أنه لم يغادر عقلها- بعد وفاة والدها، وحضورها مراسم الدفن، وإصرار أختها على بيعه لجوليا التي تعمل حاليًا “وكيلة عقارات”، أذية الأخيرة لم تتوقف عند هذا الحد، فعندما كانت ريانون تنظر إلى لوحة الإعلانات التي عليها صورة وكيلة العقارات الناجحة، أفلتت مقود كلبها “تينك” الذي تعرض للدهس على الطريق العام، وبهذا فقدت آخر مؤنسٍ لها.

أحداث مؤذية لا إنسانية زادت من كآبتها ومن سيطرة الشعور بالظلم، والذي زاد الطين بلة مواجهة مع سكير قلل من احترامها، فحاولت الانتقام بركله بين رجليه، فصار أكثر عدوانية، ما اضطرها لطعنه بسكينها الحادة مرارًا وتكرارًا، ومن ثم تلقيه بالنهر، هذه العملية الفوضوية كانت جريمة القتل الأولى لها وهنا تبدأ رحلتها الاستكشافية تجاه ذاتها الجديدة، الجريئة والمندفعة.

حب وإجرام: حكاية البازلاء

جملة واحدة تأسر المشاهد من بداية العرض، وتدفعه لاكتشاف خبايا الحكاية وشخوصها في Sweetpea، وهي “الأشخاص الذين أحب أن أقتلهم”، ربما لأننا جميعًا في مرحلة ما، أو موقف ما، أو لحظة ما، رغبنا بطعن شخص ما، ولو كانت مجرد فكرة إجرامية عابرة، كان وقودها لحظة شيطانية آنية، ولا تتجاوز هذا الحد.

لكن المعايير الأخلاقية عند “ريانون لويس” تختلف كثيرًا، فإحساسها العميق بأهميتها جاء مع الجريمة الأولى، التي حررتها من قوقعتها وضعفها، ومنحتها نشوة لم تعشها في حياتها، وما توصلت إليه كقاتلة باردة لن يوهن من عزيمتها، ولا أحد بإمكانه أن يقف في وجه إشراقها ولمعانها، من بعد أن لاحظت نفسها، ولاحظها الآخرون، وتحصلت على المكانة التي طمحت لها في عملها كـ”صحفية متمرنة”، بعد أن كانت موظفة استقبال، كيف لا، والآن تملك بجعبتها تفاصيل جرائم القتل التي تحصل في المدينة، وهي على أهبة الاستعداد لإجراء أقوى التحقيقات الصحافية للجريدة.

الجثث والدماء لا يشعرونها بالندم أو تأنيب الضمير، وإنما بالثقة الزائدة، فأفعالها بالنسبة لها مبررة، كون ضحاياها يندرجون ضمن خانة “المتنمرين”، والذين يسببون الاضطهاد والآلم للآخرين، أي عملية قتلهم يمكن اعتبارها خدمةً للإنسانية (بمفهومها).

وعلى الرغم من دمويتها التي تنفرك منها غالبًا وتثير غضبك، تتعاطف معها أحيانًا كونها ضحية أيضًا، ومريضة نفسيًا، نشأت ضمن بيئة غير سليمة.

دفعتها للدفاع عن نفسها بأن تصبح قاتلة متسلسلة فائقة الذكاء، تجيد التعامل مع جثثها وإخفاء آثارها، مما يجعلها تواصل مسارها الإجرامي والجنوني.

وفي ظل هذا، الحب حاضر في يومياتها، إن كان من خلال علاقتها مع “كريج” (جون بونتينج) والتمرد الجنسي معه، وإشباع رغباتها، بينما هو يستغلها للحصول على كراج والدها، أمّا “إي. جي” (كالام لينيش)، هو الوحيد الذي شعر بها قبل الجميع، لذا الحلاوة وبراءة بداية العلاقات ما يجمعهما. ولكن هناك نهاية لكل شيء، ولا تبدو النهاية ستكون سعيدة!

حب وإجرام: حكاية البازلاء

الإصدار الذكوري

صاغت المخرجة “إيلا بونز” حلقاتها الستة بإتقان، حيث كلما تعمقت في تصوير دوافع ريانون العنيفة، ازداد عنصر الإثارة في هذه الكوميديا السوداء، كما كانت الممثلة “إيلا بورنيل” رائعة في طريقة اشتغالها على الدور، وكيف أمسكت بجانبي الشخصية -اللطيفة والدموية- وتصرفت بسلوكها ولغة جسدها بما يتناسب مع لحظات المسلسل، المظلمة أو الأكثر رحمةً ودفئًا.

والأغرب تعاطفها مع جوليا المتنمرة -التي دمرت حياتها- عندما علمت أنها تعيش داخل علاقة سامة، وتحولت من مشروع ضحية إلى صديقة محتملة.

يذكرنا “Sweetpea” بمسلسل “Dexter”، والنسخة الذكورية من ريانون “ديكستير مورغان” (مايكل ك. هول)، صاحب الشخصية المزدوجة كذلك، حيث يعمل كمحلل للدم تابع لشرطة ميامي، وليلًا هو قاتل متسلسل راغب في تطبيق العدالة عن طريق قتل المجرمين والأشرار الذين يستحقون العقاب.

كانت طفولة كل من ريانون وديكستر صعبة، لكن الأخير أكثر قساوة، كونه شهد مقتل والدته، وهذا كان حافزًا ليصبح قاتلًا، في حين أن التنمر وفقدان الأب لاحقًا دفعا ريانون للقتل، ومن ثم استخدمت ذلك كوسيلة دفاعية في الحياة، ولمعاقبة من أساء لها، لذلك يعد تحول ديكستر أكثر إقناعا.

يشترك الاثنان في استخدام مكان عملهما كغطاء للجرائم المرتكبة، فيستفيد ديكستر من إمكانية وصوله إلى قواعد البيانات ومعرفة ضحاياه المحتملين، بينما تستغل ريانون الصحيفة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها ومحاولة إبعاد الشبهات عنها.

الإصدار الذكوري

تقييم مسلسل Sweetpea

مسلسل “Sweetpea” هو عبارة عن رحلة مثيرة تجمع بين الكوميديا السوداء والإثارة النفسية، يتناول المسلسل قصة ريانون لويس (إيلا بورنيل)، الشابة الوحيدة التي تتحول إلى قاتلة متسلسلة نتيجة للمضايقات التي تعرضت لها خلال سنوات مراهقتها

نقاط إيجابية:

    • أداء البطلة: أداء إليا بورنيل كريشان لين كان مميزا، حيث قدمت صورة مثيرة للإعجاب للبطلة الضعيفة التي تتحول إلى مجردة.
    • الإثارة والإشواق: المسلسل يحتوي على كثير من الإثارة والإشواق، حيث يتساءل المشاهدون عن ما إذا كانت تتحول البطلة إلى مجردة أم لا.
    • الإنتقاد الاجتماعي: يعرض المسلسل مواضيع اجتماعية مثل الانتقام والعدالة الأخلاقية بطريقة ممتعة ومثيرة.
    • الإنتاج: الإنتاج السينمائي الجذاب والموسيقى البوب-بانك تضيف لمسة فريدة ومميزة للمسلسل.

نقاط سلبية:

    • القصة الرئيسية: بعض المشاهدين قد يجدون القصة الرئيسية متكررة أو غير مثيرة بعد مرور بعض الوقت.
    • النمط السوداء: الطابع السوداء والمظلم للمسلسل قد يكون غير مناسب للجميع، خاصة الذين يفضلون المسلسلات الأقل حدة.
    • التفاصيل السياسية: بعض المشاهدين قد يجدون أن التفاصيل السياسية المدمجة في القصة غير ضرورية وتشعر بأنها مضافة بشكل غير طبيعي.

تدور أحداث مسلسل Sweetpea حول ريانون لويس (التي تلعب دورها إيلا بورنيل)، وهي شابة وحيدة تعيش مع والدها في بلدة صغيرة، بعد وفاة والدها في الحلقة الأولى، تبدأ ريانون في استكشاف جانب مظلم من شخصيتها.

تقييم مسلسل Sweetpea

مسلسل Sweetpea

مسلسل Sweetpea

تدور أحداث مسلسل Sweetpea حول ريانون لويس (التي تلعب دورها إيلا بورنيل)، وهي شابة وحيدة تعيش مع والدها في بلدة صغيرة، بعد وفاة والدها في الحلقة الأولى

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

Adblocn لو تكرمت قم بإغلاق حاجب الاعلانات