حكم تشغيل التكبيرات في البيت
حكم تشغيل التكبيرات في البيت، مع حلول العيد، يتميز الأجواء بالبهجة والسرور، ومن الطقوس التي تميز هذه الأيام هو قول التكبيرات بداية من شهر ذي الحجة وحتى اليوم الثالث من أيام التشريق في عيد الأضحى المبارك. بعض الناس يفضلون تشغيل التكبيرات في المنزل كتذكير دائم بالتكبير في هذه الأيام المباركة، كما أوصانا الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم. دعونا نتعرف على حكم تشغيل التكبيرات عبر الأجهزة الإلكترونية مثل المسجل أو الراديو أو التلفزيون في المنزل.
حكم تشغيل التكبيرات في البيت
تعتبر رفع صوت المسجل بتكبيرات العيد نوعًا من التذكير والتنبيه بفضل التكبير في العيد، وهو أمر مشروع شرعًا طالما لم يتسبب في إزعاج الآخرين أو تشويشهم برفع الصوت بشكل مفرط. قد يكون هناك بعض المرضى الذين لا يتحملون الصوت العالي.
هذا الأمر ليس بدعة، فالبدعة هي ما كان موجودًا في عهد الرسول الكريم والصحابة رضي الله عنهم ولم يكونوا يقومون به. ولكن الراديو والتلفزيون هما من الوسائل الحديثة التي لم تكن موجودة في العصور القديمة، وبالتالي فهو ليس بدعة، ولا يوجد حرج في هذا الأمر.
وبناءً على ذلك، فإن تشغيل التكبيرات في هذا الوقت من العام وترديدها في جميع الأماكن وفي جميع الأوقات ليس من الأمور المحظورة، فهو يدل على البر والتقوى والعمل الصالح. ولا يوجد حرج في استخدام مكبرات الصوت للتكبير لإظهار الأهداف الشرعية للتكبير.
ولكن في صلاة العيد، لا يفضل استخدام الراديو أو المسجل، لأنه واجب على الإمام والمصلين، وذلك بناءً على قوله تعالى {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. ولكن من الأفضل عدم الاعتماد على التكبيرات المسجلة، لأنها تمنع المسلمين من الحصول على ثواب التكبير بأنفسهم، فقد يؤدي سماع صوت الراديو إلى تكاسلهم عن التكبير.
عدد تكبيرات العيد
هناك اختلاف بين الفقهاء في عدد تكبيرات العيد، وجاءت أقوالهم كما يلي:
- المذهب الحنفي: يرى هذا المذهب أن صلاة العيد تتألف من ركعتين، تحتوي الركعة الأولى على ثلاث تكبيرات بخلاف تكبيرة الإحرام، ويتم قولها قبل سورة الفاتحة. وتحتوي الركعة الثانية أيضًا على ثلاث تكبيرات بخلاف تكبيرة الركوع، وتتم بعد قراءة الفاتحة مع السكوت بين التكبيرات بما يعادل التسبيح ثلاث مرات.
- المذهب الحنبلي والمالكي: يقول أصحاب هذه المذاهب أن عدد تكبيرات الركعة الأولى هو 7 بخلاف تكبيرة الإحرام، وتتضمن الركعة الثانية 6 تكبيرات بخلاف تكبيرة القيام، وتتم التكبيرات في كلا الركعتين قبل القراءة.
- المذهب الشافعي: يرى فقهاء المذهب الشافعي أن صلاة العيد تتألف من ركعتين، تحتوي الركعة الأولى على سبع تكبيرات بخلاف تكبيرة الإحرام، وتتضمن الركعة الثانية خمس تكبيرات بخلاف تكبيرة القيام، وتتم جميع التكبيرات قبل القراءة.
وقد استدل المذهب الشافعي بما ورد عن عوف المزني رضي الله عنه عندما روى فعل الرسول الكريم في شأن التكبيرات في العيد وهو قوله أن الرسول الكريم (كبَّر في العيدينِ: في الأولى سبعًا قبلَ القراءةِ، وفي الآخرةِ خمسًا قبلَ القراءةِ).
التكبير في العيد
التكبير في أيام العيد هو من الطقوس الأساسية والمطلوبة للمسلمين، وذلك لتعظيم الله تعالى والتقرب إليه. “الله أكبر” هو تأكيد على أن الله هو الأعظم والمتفرد بالكمال، والتكبير يحمل في طياته معاني عميقة لعظمة الله تعالى.
بالنسبة للتكبير في الصلاة، يتضمن التكبيرة الإحرام، والتكبيرات التي تتم بعد الرفع والخفض خلال الصلاة. عدد التكبيرات يختلف بناءً على توقيت الصلاة وعدد الركعات. فإذا كانت الصلاة تتألف من أربع ركعات، يكون عدد التكبيرات 22 تكبيرة، وإذا كانت الصلاة تتألف من ركعتين، يكون عدد التكبيرات 11 تكبيرة. ويصل عدد التكبيرات في جميع الصلوات الفرض إلى حوالي 94 تكبيرة.
حكم التكبير في صلاة العيد
هناك اختلاف بين الفقهاء:
- المذهب المالكي يرى أنها من السنن المؤكدة وأنه من المستحب أداؤها قبل القراءة في الصلاة.
- الشافعية والحنابلة يتفقون على أنها من السنة.
- المذهب الحنفي يرى أنها واجبة.
أحكام توقيت التكبيرات في الصلاة
هناك أكثر من رأي:
- الركعة الأولى: الجمهور من الفقهاء يرى أن وقت التكبير في الركعة الأولى يكون بعد قراءة دعاء الاستفتاح وقبل بدء قراءة الفاتحة.
- المذهب الحنفي والشافعي، بالإضافة إلى الشيخ فوزان والشيخ ابن باز، ولجنة الفتاوى الدائمة من العلماء المعاصرين، جميعهم يؤكدون أن دعاء الاستفتاح تم تشريعه لبدء الصلاة. وبناءً على ذلك، يكون هو الأول، ثم يأتي التكبير، وأخيرًا القراءة.
- الإمام أحمد يؤكد أن التكبيرات تأتي بعد تكبيرة الإحرام وقبل دعاء الاستفتاح.
- وفقًا للإمام ابن حنبل، يعود الأمر إلى المصلي، حيث يمكنه قول التكبيرات قبل دعاء الاستفتاح أو بعده.
- والإمام مالك يقول أن تكبيرات الإحرام تأتي قبل قراءة سورة الفاتحة.
- الركعة الثانية هناك اختلاف بين الفقهاء حول توقيت التكبير في الركعة الثانية:
- المذهب المالكي والحنبلي: يرى أن التكبير يكون بعد الرفع من السجود وقبل قراءة سورة الفاتحة في الركعة الثانية.
- المذهب الحنبلي: يرى أن التكبير يكون بعد القراءة ويجوز أن يتم قبل القراءة أيضا.
وفي الختام، نستطيع أن نعرف حكم تشغيل التكبيرات في البيت، حيث يبدأ المسلمون بتشغيل تكبيرات العيد في المنازل مع بداية يوم العيد، وذلك لتعم البهجة والسرور بقدوم العيد في البيوت.
تابعنا على جوجل نيوز